لماذا تم اختراع البيتكوين

بعد الأزمة المالية في عام 2008 ، ظهرت حاجة ملحة لنظام مالي لامركزي أكثر من أي وقت مضى بهدف بناء الاستقرار . وتم في هذا السياق نقل السلطة بعيدًا عن البنوك المركزية والمؤسسات المالية الكبرى نحو الأفراد .

بواسطة Nathan Reiff

4 دقيقة للقراءة

لقد أصبحت العملات المشفرة شائعة في وقتنا الحالي ، ولكن لم تكن كذلك بعد الأزمة المالية في عام 2008 . أطلق ساتوشي ناكاموتو ، المخترع المفترض (أو مجموعة المخترعين) للبيتكوين أول عملة رقمية رئيسية في عام 2009 ، وهذا في الوقت الذي كان فيه العالم المالي لا يزال يتعافى بشكل كبير من تداعيات الأزمة السابقة . بالنظر إلى تلك الفترة ومن خلال استعراض كتابات ساتوشي ناكاموتو في الورقة البيضاء للبيتكوين ، يمكننا أن نفهم بشكل أوضح لماذا كان من الضروري إنشاء العملة الرقمية.

 

الوضع في عام 2008

 

بعد أزمة عام 2008 ، من الطبيعي أن يكون الأفراد العاملون في العالم المالي على جميع المستويات غير متأكدين تمامًا من وضع ثقتهم في البنوك . فقد فشلت بعض أكبر البنوك في العالم أو أوشكت على الفشل . ونتيجة لذلك ، ظهرت حاجة ماسة إلى نظام مالي لامركزي أكثر من أي وقت مضى بهدف بناء استقرار مالي . وفي هذا السياق ، تم نقل السلطة بعيدًا عن البنوك المركزية والمؤسسات المالية الكبرى نحو الأفراد ، لأن المشكلة الكبرى كانت في أن جميع وسائل التعامل التقليدية اعتمدت على سلطة مركزية أو مؤسسة.

 

هل تعلم :

 

 الرسالة المكتوبة في "كتلة البداية" للبيتكوين تقول: "ذا تايمز 3 يناير 2009 المستشار على حافة إجراء إعانة ثانية للبنوك" .

 

عيوب الاعتماد على الثقة

 

يتجلى في ورقة البيتكوين بوضوح أن العملة الرقمية مُصمَّمة كبديل لحلول التجارة التقليدية التي تعتمد على المؤسسات المالية لتنفيذ المعاملات . ساتوشي يلاحظ أن النظام التقليدي يعمل بشكلٍ جيد بشكل عام ، لكنه ما زال يستند إلى نموذج يعتمد على الثقة .

 

في هذا النموذج الذي يعتمد على الثقة ، يجب على المشاركين أن يشملوا وسيطًا طرفًا ثالثًا في عملية التحقق والوساطة إذا دعت الضرورة . ساتوشي يُقدِّم حججًا تُظهِر أن وجود وسيط يقلل من حجم المعاملات ويجعل المعاملات القابلة للعكس أمرًا مستحيلاً ويزيد من تكاليف المعاملة . إذا كانت المعاملات قابلة للعكس فهذا يعني وجود حاجة أكبر للثقة بين المشاركين ، وأن المتعاملين يصبحون حذرين من المشاركين الآخرين في النظام . يجب على الوسطاء أن يكونوا قادرين على تغطية تكاليف تشغيلهم الخاصة مثل نفقات المكتب وأن يوفروا تدابير الأمان والحماية في حالة الاحتيال . كما سيتحمل المستخدمين النهائيين جميع هذه التكاليف .

 

أهداف البيتكوين

 

سعى ساتوشي في إطلاق البيتكوين إلى إنشاء نظام دفع إلكتروني يستند إلى الدليل التشفيري بدلاً من النموذج التقليدي المبني على الثقة . هذا النظام يتيح لأي طرفين إجراء معاملات مباشرة دون الحاجة إلى وسيط طرف ثالث . بالإضافة إلى ذلك ، تصبح معاملات البيتكوين غير قابلة للعكس ، مما يقضي على الحاجة إلى تكاليف الأمان المكلفة وإجراءات مكافحة الاحتيال .

 

مع مرور الوقت ، أصبح من الواضح أن الاحتيال لا يزال ممكنًا في مجال العملات المشفرة ، على الرغم من أنه ربما بطرق مختلفة عما تصوره ساتوشي . ومع ذلك نجح البيتكوين في تحقيق توقعاته بأن يكون ذو حكم ذاتي ومستقل عن سلطة الأطراف الثالثة . بهذا المعنى ، نجح البيتكوين حتى الآن في تحقيق هدف ساتوشي في استعادة السلطة من عدد من المؤسسات المالية النخبة ، وفي تفكيك هيكلها المركزي وتوزيعها عبر شبكة ضخمة من المشاركين في نظام الند للند .

 

ومع ذلك، ما زال البيتكوين يواجه تحديًا في تحقيق أحد أهدافه ، وهو أن يتم تصنيفه كعملة قانونية . حاليا البيتكوين معترف به رسمياً كعملة قانونية في إل سلفادور وجمهورية أفريقيا الوسطى فقط .

 

ملخص:

 

  •  اكتشف ساتوشي ناكاموتو بأن هناك مشكلة في الاعتماد على وسائل المعاملات التقليدية التي تعتمد على المؤسسات المركزية .
  •  هدف ساتوشي الواضح في إطلاق البيتكوين كان الاعتماد على الدليل التشفيري بدلاً من النموذج التقليدي المعتمد على الثقة .
  •  لا يزال البيتكوين يواجه تحديًا في تحقيق أحد أهدافه و هو أن يحظى بالاعتراف كعملة قانونية . حاليا البيتكوين معترف به رسمياً كعملة قانونية في إل سلفادور وجمهورية أفريقيا الوسطى فقط .

 

الدرس القادم :

 

إحدى سمات البيتكوين هي اللامركزية . ماذا يعني ذلك؟

Get crypto news straight to your inbox--

sign up for the Decrypt Daily below. (It’s free).